الزوجة الغامضة كالكتاب المغلق، لا يُقرأ ما بداخله حتى يُفتح. تخيل معي أن أحد الناس طرق عليك الباب وفتحت له، ثم أدخلته في المجلس، وقبع في إحدى زواياه، متلثمًا لا ترى منه إلا عينيه تزوغان كزئبق وضعته على كفك... ولا ترى إلا تلك النظرات الحارقة والتعبيرات اللاذعة ولم يتكلم بكلمة حتى السلام بخِل به.. ما مشاعرك تجاهه؟ هل ستحمل في نفسك له كل الحب والتقدير؟ أم غير ذلك؟!
في ظني أن الزوجة الغامضة هي كذلك..
إن هذه الزوجة الغامضة بتحركاتها وتصرفاتها وصمتها المطبق تجعل الزوج بهذا التصرف في حيرة من أمره، حيث لا يتوقع منها إلا كل سوء.
السوء لأنها لم تفصح عما بداخلها، فالشيطان سيحول هذا التصرف منها إلى استفهامات سلبية (أكيد مثلما توقعت هي لا تحبك... إن بداخلها عظيم الحقد عليك.. وهكذا).
إن هذا الصنيع يقطع أواصر الحب والمودة بين الزوجين، لأن الزوج يقابل صخرًا جلمدًا ليس به حراك، اللهم إلا النظرات، والتعبيرات على الوجه التي تزيد الأمر سوءًا.
فما أجمل أن تقول لزوجها: يا زوجي العزيز ما سمعت صوتك إلا طرب قلبي وصفق لقدومك، والله إني لأحبك من كل أعماق قلبي..
تورد له بعض الطرائف والنكت والتي تخلو من همز الناس ولمزهم وتخلو من السخرية من الدين وأهله.. وهكذا.
في ظني أن هذا أجمل من الصمت والغموض وكيف ترضى بصاحب يسافر معك ولا يحدثك بكلمة ولا يعبر عن مشاعره تجاهك؟
فكيف بحياة الزوجية التي قامت على المودة والرحمة.
الكاتب: محمد بن سعيد آل زعير.
المصدر: موقع لكِ النسائي.